الحاج مبارك بن الطاهر بن اسباع رحمه الله
عله من العجيب أن يُذكر إنسان ما على أنه صورة من صور الحضارة؛ فقد تعودنا على وصف الحضارة على أنها نتاج أعمال كثيرة وأعداد كثر من البشر برعوا سويًا في الإبداع في مجال من مجالات الحياة: كالطب أو الهندسة أو المعمار أو غير ذلك..
ولكن الواقع أن الحضارة الإسلامية صنعت رجالاً ونساءً كانوا بحق صورًا رائعة من صور الحضارة.. بحيث تلتصق بهم كلمة الحضارة.. فإذا ذكروا فهذه هي الحضارة، وإن درست حياتهم فهذه دراسة للحضارة وهذه عظمة الإسلام ولا شك.. الذي نقل البشر نقلة هائلة، حتى جعل بعض أتباعه يمثلون الحضارة بكل أبعادها.. ومن هؤلاء كان الحاج مبارك بن إسباع رحمه الله فهو لم يكن معلمًا فقط.. ولكنه أبدع كذلك في مجالات الأخلاق والقيم والدين.. كما أبدع ـ ولا شك في مجال الإنسانية.. حتى أصبح علمًا من أعلام الفضيلة كما كان
علمًا من أعلام المنطقة .. لا شك أن هذا الرجل العظيم من أعظم صور الحضارة الإسلامية
من هو إذا الحاج مبارك بن إسباع
الحاج مبارك بن الطاهر بن اسباع من مواليد 26 فيفري 1926 ،حامل كتاب الله ،
خريج جمعية العلماء المسلمين ، عضو في اللجنة الدائمة لجبهة التحرير الوطني من 1956 إلى غاية الاستقلال ، جريح حرب التحرر سنة 1960 له 19 ولد وبنت وأكثر من ستين حفيد كان له الفضل في تدريس أبناء منطقة القيقبة و المدن المجاورة بعد الاستقلال ، إلى غاية تقاعده من مهنة التعليم سنة 1986 ولعله من المهم جدًا أن نقف وقفة ونتساءل كيف وصل الحاج مبارك رحمه الله إلى هذا المجد.. وإلى هذه المكانة؟ لا بدَّ أن نعلم أن النجاح لا يأتي مصادفة، وأن التفوق لا يكون إلا بجهد وتعب وبذل وتضحية.. كما أن الإبداع لا يكون عشوائيًا أبدًا.. إنما يحتاج إلى تخطيط وتدريب ومهارة.. وهكذا كانت حياة الحاج مبارك حتى وفته المنية رحمه الله ونحن بدورنا أبناء منطقة القيقبة علينا أن لا ندع فضل معلمنا يذهب سدا إنما علينا أن نمجد عظمائنا ونكتب أسمائهم بأحرف من ذهب وندعو لهم بدعاء حسن صدق رسولنا الكريم إذ قال إذا مات الانسان إنقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية أو علم يندفع به أو ولد صالح يدعو له " فعلينا الدعاء لعظيمنا وكبيرنا ومعلمنا وأبانا بالدعاء له بالمغفرة والثناء و الحمد والشكر ......