المعايير العالمية بعد الربيع العربى بقلم : محمد أبوالفضل

المعايير العالمية بعد الربيع العربى بقلم : محمد أبوالفضل

معايير العالم تغيرت كليا منذ إفرازات الربيع العربي، فقد أفرز هذا الربيع، والديمقراطية التي واكبته ، بروزا أكبر ونجاحا أكبر للإسلام السياسي، ووجد العالم الغربي نفسه في وضع لا يستطيع فيه الاستمرار في محاربة الإسلام السياسي، بل عليه أن يتعايش معه، لا بل أنه خطا خطوات أوسع كي يتعامل ويتعاون مع الإسلام السياسي بصورة ودية أكثر، وربما أن يسعى لإحتواء واحتضان وإغراء الإسلام السياسي ليسير في الركب الأمريكي ، أو الركب الغربي بشكل أوسع، ولعله يسعى من وراء ذلك إلى أحد أمرين : إما أن يفشل الإسلام السياسي في إدارة البلد في الدورة البرلمانية أو الرئاسية التي فاز فيها، فلا يعود الناخب العربي لانتخابه في الدورة التالية، وإما أن يمرر الغرب ما يريدونه من سياسات أو مخططات خاصة بالشرق الأوسط الجديد من خلال الإسلام السياسي ، عدو الأمس وصديق اليوم، وهي سياسات ليست غريبة علينا، ومارسها الغرب في كثير من الأزمان بصورة مشابهة أو بأخرى .. فنحن شاهدنا الغرب ينقلب على حلفائه التقليديين ، ويدعم الإسلاميين أكثر من مرة، كما فعل في دعمه لثورة الخميني ضد شاه إيران، الحليف الأمريكي الأكبر في الشرق الأوسط في ذلك الوقت، وفي دعمه لحركة طالبان الدينية المتشددة في أفغانستان، كي يتخلصوا من الغزو السوفياتي لأفغانستان آنذاك.. ثم رأينا الأمريكان ينقلبون على الخميني، وينقلبون على حركة طالبان فيما بعد.. وهم يطبقون دوما نظرية: حليف اليوم عدو الغد .. أو العكس ! ورأيناهم أيضا يديرون ظهورهم لحليفهم الكبير مبارك، ويتعاونون مع حكومة الإخوان المسلمين!!!