من تداعيات الأفكار ( الجزء الأوّل )
* بقلم : جلال باباي
قصة الشابة السكوتلاندية " كمبرلاي دافيدسون "Kimberley Davidson
... …" عشقت تونس حدّ التهيام…. وأحببناها حدّ الجنون...."
...أطلّت علينا منذ الخامس من مارس 2012 وشرّعت يديها مثل سواعد الفلاحين غداة موسم الحصاد تشكّل من سنابله فسيفساء من أنشطة شبابية ذات عمق وغزيرة بالدلالات ولا أكاد أحصي منها إلاّ النزر القليل لأنها كانت كثيرة جدّا ، أذكر منها ...ذكرى يوم الأرض الفلسطيني (عرض أشرطة سينمائية ، جداريات ومعرض وثائقي) ، اليوم العالمي لذكرى ميلاد وتحرير المناضل الإفريقي : نيلسون مانديلا ، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ( 29 نوفمبر ) ، مليارية مناهضة العنف ضدّ المرأة ، مشاركة متميزة في الملتقى الدوّلي حول نبذ العنف ونشر ثقافة السلم (أفريل 2012 ) بدار الشباب القلعة الكبرى ، احتفائية مخصوصة حول قيمة الحب في أسمى تجلياته ، انجاز جدارية تخلّد التعدّدية والإختلاف بين شتى الحضارات والديانات ودعوتها للسلام والحوار....أعترف أني سأكون جدّ مقصّر لو تغافلت عن العديد من مشاركات هذه الشابّة التي أبهرتنا بحلولها الإستثنائي في البرنامج الأورومتوسطي للمتطوعين الشباب وأمتعتنا بحضورها الإيجابي الدائم...
.....حامت هائمة في فضاءها المفتوح وحلّقت أقرب إلى نجمة ذات ليلة مقمرة ، ثمّ حطّت بلا تردّد هذه الحمامة حذو بياض أفئدتنا غزيرة برهافة إحساسها مخيّرة تونس مقصد بهجتها ، مكمن طمأنينتها وحبّها الأوّل و الأخير . حين نتجاذب معها أطراف الحديث تغمرنا بحسن إصغائها ، رغبتها في فكّ الكلمات الملغزة واشتراكها الدّائم في الحوار بسلاسة لغتها ، ثقافتها العالية وسعيها الدؤوب للإستفادة و الإفادة في ذات الوقت .....
..... كلّ السبل والطرق و الأماكن التي امتطتها باتت تروي رحلتها فصلا فصلا بدفاتر الذاكرة وحفرت على جدران بيوتنا بماء الذهب ، لذا لا عجب أن ننعت هذه الناعمة بالحب والتواضع وبعد النظر ، سفيرة النوايا الحسنة ، كمبرلاي دفيدسون kimberley Davidson ولجت تفاصيل البلد والبلاد بعد ثورة 14 جانفي الخالدة أقرب إلى إشراقة شمس في يوم صقيع ، حلم شديد البياض في العتمة ، تسّامق عاليا مثل نخيل الجنوب ذات إعصار .. تعلن صمود الأبطال في غزّة... جديرة هذه الجميلة بالكثير من الإحترام ووافر التقدير ...هي مثل الشابة المتطوّعة الناجحة والمثقفة ، نمنّي النفس أن يقتدي بها الآخرون في العديد من المبادرات والمواقف وأعترف أنّها وعلى خفـّتها وزنا ، نحافة جسدها وقصر قامتها المدهش ، كانت بحق امرأة مثقلة بأشجان الفقراء ، قهر المظلومين رشيقة ببهارات معارفها الواسعة بحقوق الإنسان ... ممتلئة بالتحدّيات لا تخشى ريح الخريف واثقة الخطى تمشي مرحا....أستشعر أنها وجدت في حضانة جمعية الشباب المتوسطي للتبادل الثقافي بسوسة AJMEC لها طيلة سنة كاملة راحتها المهملة وحرّيتها المنشودة ، ربّما شيّدت من وجوه الناس التي عانقتهم في البيوت التونسية فرحها الأزلي ، أو لعلّها أنجبت طفولتها مجدّدا بحكم التحامها اليومي بصفوف الصبية في نادي الأطفال القلعة الكبرى أو مستشفى سهلول فألّفت بهم مهرجان الأمل .....
..... أصارحكم القول وأجزم بالعشرة أنّه بغياب الواقفة قدّامكم بوقارها الفاتن ستيـتّم صباحاتنا المقبلـــــــة