فرنسا تعود الى الجزائر

تتوالى الأيام و الشهور والسنوات..... وهاهو محتل و مستدمر الأمس يحل مجددا ضيفا و ...ينزل أهلا في بلد المليون و نصف المليون شهيد وسط ترحيب رهيب و منقطع النظير كالعادة...كيف لا و قد عجزنا حتى عن تجريمه في بلادنا التي يفترض أنها حرة مستقلة بتضحيات الرجال ....هؤلاء الذين يفرشون الورود للمستعمر ويدوسون على كرامة شعب مظلوم مورست و أرتكبت ضده أبشع الجرائم و المجازر و ما ذكرى 11 ديسمبر عنا ببعيد ....كيف لاوقدعجزنا عن إستنكارها رسميا و إصدار قوانين محددة لذلك بعد ماذا بعد 50 سنة من الإستقلال طبعا و هذا أبعد ما يكون عن الصدفة بل هو متعمد و متعمد و متعمد ....وكم هو مخزي و مذل ومشين ان ترى رئيسا و وزرائه و حفنة من مخلفات الإستعمار في بلادنا يصطفون كالبنيان المرصوص للترحيب و التبجيل و إظهار بريق الأسنان (الشيتة)لجلاد الأمس دون عتاب ولا حساب ولا عقاب ولا تعويض ...
وكأن شيئا لم يكن بين (1830/1962)وكأن فرنسا أهدت لنا إستقلالنا مشكورة ....وكأن الجزائر فرنسية=الجزائر جزائرية...وكأن الجزائريين لم يدفعو ثمنا لذلك دمائهم و أرواحهم و أعراضهم في سبيل الجزائر جزائرية.....وكأن ثورة نوفمبر لم تقم ذات يوم بالله أكبر و تحيا الجزائر ....نقول هؤلاء عليكم أن تعرفو من أنتم ولأي جهة تنتمون لأن الشعب الجزائري يعرف من يكون و يعرف عدوه و جلاده وقال كلمته على لسان الإمام المجاهد عبد الحميد ابن باديس:

{إن الأمة الجزائرية الإسلامية ليست هي فرنسا,ولا يمكن أن تكون فرنسا,ولا تريد أن تصير فرنسا,ولا تستطيع أن تصير فرنسا ولو أرادت,بل هي أمة بعيدة عن فرنسا كل البعد...,في لغتها,وفي أخلاقها,وفي عنصرها,وفي دينها,لا تريد أن تندمج...,ولها وطن معين هو الوطن الجزائري}

ممكن لكن ليس باكيد