---ليلة المجنون و خيوط العنكبوت-------

----ليلة المجنون و خيوط العنكبوت-------

يحاصرني الليل المدجج في زنزانة وحيدا
و قد كنت اذا جلست وحيدا اعتراني الذهول
كم قاسيت احقابا في لحظات ما أشقاها
...
كم و كم داريت نفسي فما أفلحت في سلواها
بالهم ، بالفكر، مقهورا أقصي ساعات السحر
و بين الضلوع بحر هائج من حمم الدهر و الذكريات
و بين الضلوع الف من المجاهيل و الطلسمات
هذه حروفي اقدمها قرابين على الصفحات
ايتها الحروف فجريني ، فجريني بالكلمات
بالصمت مزقيني بالحركات بالسكنات
سانسج قصة من خيوط العنكبوت
و اجوب اقطارا من عالم مجهول
على بساط من الخيال و الجنون
فيه عشق المجازر، و تطاير الدفاتر، و الدم في المحابر
لابحث عن نفسي
بين اشداق الكهوف
بين الطوابير و الصفوف
بين الشقوق في كل مكان
فاقسم ان اساهيج الرياح حل لاهاجيج الضلوع
ما رايت نفسي ابدا الا ساعة الهجوع
كلما ارتدى النور خلعة الظلام
و امتزجت الحقائق والاحلام
كان القلم يرسم السطور
فيغلبني الشوق الى العطور
الى الروضة الندية الى باقة الزهور
الى فستان وردي يضل الخطرات
يا الهي ما هذا الشعور!!!
وددت لو اشم عبير ذاك الخمار
لاجد ريح الحب و وداعة الصغار
اجن لتلك الدمى جنونا
كصبي يمد يديه نوح الشعاع
وددت لو يطرد الليل النهار
ليهوي طود الاشلاء و تنهار القلاع
و انسج قصة من خيوط العنكبوت
سابحر على زورق المحبين نحو الضباب
لابحث عن نفسي
بين غياهب الطقوس العريقة-
-و اشق ذاك العباب
فتمر بي جيوش الاطياف تترى-
حيران في دوامة التائهين
هذه الجوزاء تسر الناظرين
تحمل قنديلا للتائهين
يتهافت القلب عليه ليحترق
في موته حياته بلا اختيار
اذا بدا الوجه الحسن
لا سبيل للحياة الا الانتحار-
كذا طوى الدهر دفتيه و قضى
بصلب فؤاد المجنون ثم مضى
لينسج قصة من خيوط الغنكبوت
امام القبر واقفا ادون الختام
ادون البداية و النهاية من بوح موتى الف عام
و ارتعدت فرائص المجنون و جثت
و قاضت عيناه وبكت
لما قرأ اسمه قي دفتر المنون
فعلم ان بيته من اوهى الييوت
لان فصته من خيوط العنكبوت
و افيق من سكرتي على جرس الصمت
و اتنقس الصعداء.

-----طارق بن زياد الامازيغي-------