في خضم الماساة ماذا نرى ونسمع

المؤسسة الدينية-الاعلاميةالعربية......وفقه البول والطرب

تابعت اليوم على مختلف القنوات الفضائية الحدث العالمي البارز والمتمثل في الفيلم الصهيوني الكافر المسيء الى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ،وكانت بدايتي مع قناة CNN الامريكية التي استضافت شخصا ، اظنه مسلما ، لمناقشة تداعيات القضية ، وكانت تركز على صورة المصريين و
الحرائق المشتعلة امام السفارة الامريكية ، في اهتمام واضح وتحليل عميق، ينم عن مؤسسة اعلامية تخدم اهداف امة وقضايا شعب ودولة تريد ان تغتصب الجميع.
غير انني غادرت القناة الامريكية ، ووليت وجهي شطر المسجد الحرام ويثرب ، فاذا بي اصاب بخيبة امل وصدمة كبيرة مازلت اشعر بمرارتها الى ساعتي هذه ، ذلك انني وقفت على خطبتي الجمعة بمكة المكرمة والمدينة المنورة ، وتصوروا ماهي المواضيع التي اثارها الخطيبان باقدس مقدسات المسلمين ، وفي يوم كادت فيه افئدة المسلمين ان تنفطر، وبلغت قلوبهم الحناجر من شدة الغيض من الاعتداء السافر على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم من طرف احفاد القردة والخنازير .
ففي المسجد الحرام ، ابدع الخطيب في مدح اللغة العربية ، وضرورة الاهتمام بها ومدى عذوبتها وحلاوتها ، وقد ابدع بنفسه في اختيار الكلمات الدالة على فصاحة اللغة العربيةظ
وقفت هنيهة وانا اتساءل مع نفسي، هل يدرك خطيب المسجد الحرام ، في اي موقف نحن ؟ وهل يعلم ما يدور في العالم من نبا عظيم نحن عنه معرضون ، وهل الموقف ، موقف لغة وشعر ونثر ؟
نعم من الواجب ان نتعلم اللغة العربية ونعزها ونمجدها، ولكن في يوم غير هذا اليوم ، وفي حال غير هذه الحال ، فاي لغة، بامكانها ان تعبر عن هواننا وذلنا بين الامم ؟ واي لغة بامكانها ان تصف العار الذي الحقناه بانفسنا يا شيخنا الوقور؟
غادرت المسجد الحرام مكرها ،وتوجهت الى يثرب ، وولجت مسجد النبي عليه الصلاة والسلام ، علني اسمع خطبة قيمة ، فاذابي امام خطيب يتحدث عن فقه التبول؟ اي والله العظيم ، وقد اسهب شيخنا الجليل في شرح كيفية التبول حتى لانصاب برذاذ البول ، بل علينا ان نختار الاماكن الرخوة حتى لا تتطاير قطرات من البول فننجس ، وهنا ثرت على نفسي وقلت :ايها الشيخ الجليل لقد تبول اليهود فوق رؤوسنا انهارا ،فكيف بك لم تتكلم لنا عنها وجئت تجهد نفسك في امر تعرفه الفطرة المسلمة منذ قرون ، فهل هناك حقا ، هوان وخزي فوق هذا الخزي؟
اما بين مكة والمدينة ، فصافت قنوات تعرض النهود والخدود والمعاصم ، في اسواق مغرية تفوح منها رائحة الكلاب في مواسم تكاثرها.
انه من العار والدمار ، ان يهتم العالم بالحدث الكبير ، ويتابعه ، وتقوم المؤسسة الدينية العربية بالناي عنه ، وهي التي عودتنا على دس انفها في مجاري السياسة النتنة كلما طلب منها ذلك.
(إنا لله وإنا إليه راجعون).