المرأة و المجتمع

المرأة و المجتمع
كلما تمعنت في وضعية المرأة في مجتمعاتنا...أتساءل كم من اختبار يجب أن تتخطاه المرأة لتعيش بسلام... و تسلم من الأقاويل و الألسن.. إن كنت فتاة كل الأسئلة تدور حول "هل تقدم لخطبتك أحد؟" "لما لم تتزوجي بعد؟"..."، لما رفضت فلان؟ الرجل ما يتعيبش..،"..."سيفوتك قطار العمر و ستصبحين عانسا"..... حتى و إن كنت خريجة جامعية و ناجحة في كل الميادين...تبقي في نظر الجميع فتاة ناقصة مادام ليس في حيا...تك رجل... و إن تزوجت تبدأ الأسئلة التي لا تنتهي "هل أنت حامل؟" "لما لا تذهبي لطبيب؟" "انتبهي...زوجك سينظر إلى أخرى ليبحث عن الخلفة"... حتى و إن كان العيب في عدم الإنجاب في الرجل... تبقى المرأة موضع اتهام...
عندما تنجبين تبدأ الأسئلة.."فتاة أم صبي؟"... و إن كانت فتاة " يا الله إن كان صبي كان سيحمل اسم أباه"...و هلم جرا...دائما المرأة في مجتمعاتنا في موضع اتهام...و محاسبة... و محاولة دائمة لإثبات أنها ليست ناقصة... و في كل الأحوال لن تسلم من الأقاويل و من نظرة الاستنقاص...
لذلك أقول لكن أيها الفتيات و أيتها النسوة... افعلن ما انتن مقتنعات به...لأنكن في جميع الأحوال لن يرضى عليكن المجتمع... تزوجي الرجل الذي تجدينه مناسبا لك... و إن لم تجدي لا تتزوجي و لا تخافي من غول العنوسة لأنه كما قالت الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي في روايتها الأسود يليق بك "العُنوسَة قضية نسبية. بإمكان فتاة أن تتزوج وتنجب وتبقى رَغم ذَلك فِي أعمَاقها عَانسا".
سيدتي إن أصبحت حياتك لا تطاق و غير قابلة للعيش مع زوجك...أطلبي الطلاق...لا تتحملي عيشة تغتال عمرك كل لحظة... خوفا من نظرة المجتمع للمطلقة...
نحن لن نعيش مرتين فلنعش حياة نرضي فيها أنفسنا لا نرضي فيها المجتمع الذي لا يرضيه شيئا...

تونس في 27/02/2013
أمل خلف الله