من ابداع الاستاذ محمد بن زعبار .هشام صوالحية .

كان أهلنا في سابق عهدهم و مقتبل يومهم في راحة وسكينة وهناء ، تغشاهم أريحية الأمن والأمان وتحيط ساحتهم بسمات الأمل الوضاح ، وتمسيهم نسائم البركات ، فأرضهم مباركة و أمتهم سليلـــــة الأنبياء والرســــــل ، فعرقهم طيب كريم ، أريج نفحــــاته تترى في كـــــل المكان ، فالشجــــرة مشهود لها بالتأصيل والشموخ ، والنفحة مزكاة من قبل فاطر البرية وفاطر الكـــون .

فلسطين أقدس أرض وأشرف مكان فيها عرف التاريخ أرقى جولاته ، ومنها شهد الوحي أرفع عرجاته ، منها وإليها المآل الحق …

استطاع الكيان الصهيوني الغاشم أن يقيم تواجده ويمد سلطته على أعتاب دولتنا المباركة هناك في فلسطين ، واستطاع أن يحيي في داخل أمتنا جذوات الفرقة والتشتت ويمد فينا أمارات الانصياع والتخاذل ، لما أيقن بأن جانبنا من العز والأنفة ولى وراح ، وأصبحنا كالآخرين نقيم ولاءات تحكمها الخسيسة وتقويها الدسيسة وتعلي شأنها النعـــــرة الدنيسة .

ما كان لشرذمة من شذاذ أفاق أن تتمكن هذا التمكن السافر منا وتقتطع وبعلمنا جزءا رئيسا من جسدنا ، وتدعي أن الجزء يخصها وبأنه تركة من لا تركـــــــــة له ، وبأن بقايا نفايات موصولة بأجدادهم تقبع هناك ، وبأن قاذورات المس الأولى وطلاسم الآبقين مخبوءة بين أدران وأحران الجدران .

تخاذلنا ذاك اليوم جــــَّرى الورم الخبيث إلى الجسد المعافى ، فأحدث فيه إصابات مباشرة ، ولا يزال الورم يفتك بالأعضاء العضو بعد العضو ، وقد أخذت حدة الورم تتزايد وتتصاعد ولا منجاة أو ملجاة منه في زمن الرعناء والدنية الدنياء ، فالكل مسالم ، والكل متخاذل ، يخشى على عرشه أن يطاله غضب الرب الأصغر ، والكل حذر مترقب ، مشدوه لما يــــرى ولما يسمـــــع .

فالحذر الحذر يا أدعياء الأمة ، ويا أوفياء الغمة !!!.

غزة تبكي قتلاها وتستصرخ مليارها العاطل ، وتندب حظ ونكسة وعار الأمة لباريها الأعظم ، وتعلي من شموخها وأنفتها أن ها هنا صامدون ، فقطعوا منا الأوصال وأذبحوا الوريد واسلبوا ما شئتم من قطع ، فهيهات هيهات أن تصلوا إلى مرادكم منا ، وهيهات أن تظفروا بنا في حال الخنوع والاستكانة ، فلم تعرف الذلة طريقها إلينا ، وليس منا أو فينا جبان أو متخاذل ، فقد سلمنا الروح إلى باريها منذ زمن ، وأيقنا بأن حياتنا رهن قضيتنا وبأن قضيتنا هي نصرة ديننا وبأن ديننا موصول بخالقنا .. فأرفعو مقتكم يا أدعياء الباطـــــــــل لتحاربوا فينا الحق ، ولتعلوا كيانكم المغتصِب على بلدنا المغتصَب .

فدونكم الجبناء الأدعياء المتشبثون بالدنيا ، المتخذون من حصونهم وممالكهم وتخومهم مفـــــارز ومحارز للعيش المبطن بالـــــــــعار .

ـ سجلنا وقائع الذبح وسطرنا أحرف التوهج ، في حوار جرئ جمع بين مغتصِب ومغتصَب وجبان ، وناط الفعل المشين بقدح صميمي القذف ، فها كموه يا أوفياء الأمة ويا خلصاء القضية ويا متحرقي الكرب …

حوار بين مغتصب ومغتصب وجبان في كرب غزة المفجوع .

المغتصِب:

لقد استشرى أمر حماس في وسط غزة ، وأصبح تواجدهم يؤرق كياننا ، فقد استطاعوا أن يجمعوا صف شعبهم الجمع الجيد ، وأن يقوموا بتعبئة واســـــعة داخل محيط تواجدهم ، فتشكلوا ضمن إطار بديع استقطب شرائح الوسط الفلسطيني ، وأصبحوا بذلك قوة ضاربة تنغص أنفاس الموالين لنا وأنفاس عناصر السلطة الفلسطينية الوديعة ، وبذلك قررنا أن ننتف ريش هذا الطائر الجارح ، وإن مكنتنا الوسيلة سنعمد إلى اصطياده وتقديمه قربانا لراعينا الأكبر شارون في مصحته ليهنأ ببعض العافية ، ولنعيد أسطورة جيشنا الباسل ، بعد نكسة تمـــوز وبعد ويلات حزب الله في جنوب لبنان ، فقد مرغوا بكرامتنا التراب ومسحوا بنا الجدران ، وأذاقونا من الوصب والنصب الكثير ، حتى صارت ذكراهم أحجية ، وتذكرهم أقضية .

فسنعمد هذه المرة إلى ضرب الطرف الضعيف ، لنعيد مجدنا القوي ، ونقصف ما استطعنا من دور ومنشآت ، ونتصيدهم جميعا ، ونقضي على نسلهم وحسبهم وشرفهم ونضرب عزتهم ضرب قوي مكين ، فمن خلال مانعتملـــــــه بذراريهم وعوائلهم يعلو شأننا بين الأمــــــــــــــم ، وتهابنا الدنيا ، و بضرباتنا الموجعة وبقصفنا الغادر ، نــجهز على ألوية مقاومتهم ونعيد لجيشنا المغوار أسطورته : أنــــــــــــــه جيش لا يقهــــــــــــــر .



المغتصب :

سحقا للمأفـــــونين الأوغـــــــــاد ، وتبا لأمة المليار ، التي ترى كرب إخوانها ومصاب أبنائها ولا تحرك ساكنا ، هل انتفت منكم العروبــــــــــــة فصرتم أعــاجم ، وهل انتقصت عـُــراكم فصرتم هــــــــــوانم .

ما حاجتنا إلى أن تمدونا بصراخكم المبحوح ، ولا أن تعطفوا علينا ببعض الفتات .

أين قوتكم وشموخكم ، بل أيــــــــــن جيوشكم يا أمــــــة المليار ؟!، أم أنكم ادخرتموها فقط لقهـــــر ودحر شعوبكم ، ثوروا الثورة التي تشفع لكم بصنيـــــــــــع الفعل، وتبعد عنكم دناءة وخسة الوصف ، فشعوبكم أصدق منـــــــــكم ، وأوعى من كـــــل متشدقيكم المأجوريــــــــن ، فدعوهم وخلوا سبيل السيل الجارف ، ليجرف شرذمة الفساد ، أل صهيون الأوغاد ، المتحصنون في البيوت والأنفاق شــــــــــأنهم شأن الصراصير والحشـــــــــــرات ، فهم أدعى أن يكونوا خليقي حرب ومواجهة في الميدان ، وإلا فالتاريخ كفيل بزجكم حيث مهــــاوي الساقطين والعابثين والتافهيـــــــــــــن .

الجبان :

ـ لقد عاهدنا أصدقاءنا اليهود وأبرمنا اتفاقا معهم بحسن الجوار وحسن المعاملة ، ونحن ملتزمون ببنود الميثاق ، فالذي نراه من حماس يستدعي الحذر والحيطة ، فمالنا والإرهاب ؟.

نحن مع الفلسطينين ونتألم لمصاب إخواننا في غزة ، ولكن لا نحبذ ما تقوم به فصائل المقاومة من تعكير صفو الحياة الهادئة لشعبنا الفلسطيني بعمليات استشهادية تارة وبقصف محتشدات الصهاينة بصواريخ القســــَّام ، فذلك فعل يجر عليهم الويلات ، وقد حذرناهم مرارا من هكذا سلوك . وعرفناهم طريقة السير حُـــذاة الحائط ليتقوا الضربات ، ولكنهم أبدا لا ينصعون ، وبذلك فخليق بهم أن يتكبدوا مآلات التصرف الأخرق .

المغتصب :

أتسمي ما نقوم به من عمل بطولي واستشهادي ومن مقاومة باسلة للذين اغتصبوا ديارنا وانتهكوا أعراضنا وقتلوا أبناءنا وشردونا في العراء ، تصرفا أخرقا يا جبــــــــــان .

وتدعي انك تحترم مواثيق السلام ، وتذعن لميثاقك الغليظ مع الملاعين ، هؤلاء الذين يأدونـــــــــك كل يوم ، وأنت تقابلهم بالأحضان بل حتى بتقبيل الأيدي .

أتخشى على عرشك ودولتك أن تنهار ، وتخاف أن ينقصف كرسيك المزعوم ، وتخر من على برجك العاجي صريعا .

نشهد أنك مااعتليت ما اعتليت برغبة منا أو بتفويض من سواد شعبنا ، ونقر بأن تواجدك الأرعن على سدة هذا الحكم أو ذاك نذير شؤم للشعوب المناهضة والمستبسلة والحاملة لهم قضيتنا ، والتي إن تركت ولم تحاصر في عزماتها لقضينا على نبتة الشر ــ اليهود ـ منذ زمن .

ولكنكم اختلقتم جيوشا وسددتم بهم منافذ العبور ، واعتملتم منهج الترهيب والتخويف ، حتى يبقى لكم كيان ، ويكتب لكم ولدولتكم المزعومة الأريحية في المكان …

أهكذا يصنع الأحرار والشرفاء ؟ .هل كان أجدادكم على ذات الفعل يقارعون ؟.

أنتم سليل من ؟ أأنتـــــــــــــم مسلمون ؟ .

حاشا لله أن تكونوا مسلميــــــــــــــن .

ما كان المسلم جبانا ولا متخاذلا ولا مستكينا على امتداد تاريخ الإسلام ، فربما قد انبريتم على الركب وصاهرتم اليهود أو رضعتم حليب العم ســـــــــــــام ، وبذلك صــــرتم متمسلمين لا مسلمين .

تشفقون الشفقة الكبرى على اليهود وتتألمون لمُصاب الملاعين ، ولا يتحرك لكم جفن ، وأنتم تــــــرون ما نكابده طــــــــــوال أيامنا وليالينا ، وما لحق شعبنا الأعزل من تنكيل وتقتيل ، فلم يرحم العتاة الصغار ولا الكبار ولا الشيوخ ، بل عمدت آلتهم الجبانة ـ مثلكم ـ إلى تمزيقهم ونبذهم في العــــراء ، ورغم ذلك سنبقى على الدوام شامخون صامدون ، وتضلون متخمون بقيحكم وصديدكم أيها الجبناء المأفونون .

الجبان :

ـ نحن لسنا كما ترى وتدعي ، بل فينا بقايا نبل وعاطفتنا جياشة ، نحركها وفقا لضرورات المصلحة ، وقد رأينا بأن هكذا مخاطرة ، تجر الويلات على شعوبنا ، وبذلك ألزمنا أنفسنا عدم الزج بجيوشنا في حرب سلمنا بخسارتها سلفا ، لأننا استقرأنا التاريخ وحفظنا محطاته ، فكم وكم من الوقائع التي هزمنا فيها ، واقتطعت أراضينا العربية قسرا منا ، ولا تزال تحت هيمنة المحتل .وبذلك صرنا موالين ونافخين في كيرهم ، حتى نسلم ويسلم عرشنا ونحفظ ماء الوجـــه لجيوشنا الجــــــــــــرارة .

المغتصب :

سحقا لهــــكذا جيوش ، و لهـــــكذا إمارات كارتونية ، ولهكذا جبن .

لسنا أبدا من طينتم ، ولسنا معتدون بزعمكم الواهي بأن جيش أل صهيون لا يقهـــــر ، فقد خبرناه وعرفناه ، فهو أجبن منكم يا جبناء ، فهو في ساحة الوغى لا يقوى على الصد والقتال ، ولجبنه يغدر من عال ، فنحن له ولكــــــــــم بالمرصاد .. يا أوغاد ، ولشعوبنا الغاضبة تقريرنا الفوري من واقعة المكان :

ـ الحـمـد لله على ابتـلائـه لعبـاده المؤمنين
الحمد لله الذي لا يحـمـد على مـكـروه سواه
وصـل عـدد شـهـداء المـحرقـة الصهيونية منذ بدايـتها يـوم السبـت
وحـتـى صـبـاح يوم السبت 10 جانفي 2009 وحسـب ما ورد على لسـان
معاوية حسنين مدير مستشفى الشفاء
إلى أزيد من 821 شهيـدا بينهم 235 طفلا و98 امرأة و92 من كبار السن وأربعة صحفيين و12 من رجال الإسعاف والطواقم الطبية ارتقوا إلى العلى وأكثر من 3000 مصاب نسأل الله لهم العافيـة والسلامة ..

وقد اصدر مجلس الأمن قرارا بوقف الحرب ، غير أن إسرائيل لم تذعن لذلك ، و لا تزال تحصد أرواح الأبرياء من العزل والأطفال والشيوخ والنساء ، وأمــــــــــة المليار ترى وتسمع ولا تحرك ساكنا .

ايــــــــــــــــــــــــــــــــه يا زمن !!!!.

أسمعت لو ناديت حيا … ولكن لا حياة بمن تنادي .

جميل استاذنا كما عهدناه دائما

ترى كيف احوال الاستاذ الان

جميل استاذ

شكرا استاذنا كما عهدناك دوما على الدرب تسير

ربي يكون في العون