أمّــــة تقــرأ هي أمّــة تسود و ترقـــى

أمّــــة تقــرأ هي أمّــة تسود و ترقـــى ، و هـذا حال أمّتنــا التي هي اليوم مضرب المثل في هـذا بحيثضربت الأطناب فيــه حتّى غدت عنوانا في حدّ ذاتها للقراءة ، فإذا ذكرت القراءة في مجلس إلآّ و نجد أمّتنــا تحوز حصّـة الأسد في هذا المجلس ، و استدلّ في هـذا المقام بعيّنــة من أمّتنــا أسوقه مثلا للحصر لا للعـدّ ، طف و جلّ في مدينتنا شلغوم العيد من الساعات الأولى من النهار الى غياهب ليلهـــا في كلّ شوارعهــا مركزا و أطرافا تبهرك الأعداد الطائلــة من المكتبات و باعـة كتبهــا قديمها و مستجدّهـــا ، و يبهرك أهلها كبيرهم و صغيرهم ، ذكرهم و أنثاهــم ، الكلّ مقبل غير مدبر على النهل من هاته المكتبات ، فمن تراه منهم قد تاه وسط أروقة هاته المكتبات باحثا له عمّا يروي ضمأه ، الى آخــر فرحا مبتهجا لعثوره عن مبتغاه منها ، الى ثالث يسيــل لعابـــه لرؤيتــه مجلّدا طالما بحث عنه و ما وجده ، و ها هو اليوم يبلغ منــاه ، فيهرع غير مدّخر لجهد في دفع ثمنــه خوفا من أن تضيع فرصته ، فيا لها من أمّــة ، غريبــة الأطوار ، كلّ أفرادها يقرؤون أستاذ الجامعـة و حتى عمّي الحاج حمّو النجّارو إلآّ ذاك الماصو اللّي يخدم طـرابــاجــار ، و صحّ عليها برزنا في تشراك لفّــام في لقهاوي و على الطريطوار ،وروح للسوق الى لقيــت منشــار ، راهم تباعو الكل في الليل قبل طلوع النهار ، الفيلاج كامل بطولو و عرضو قهاوي و رسطورات و بزيريات داروهم حتى فوق السطوح و في الكروسات ، هــأهــو وجهـــي لكان يطلع علينا النهار