متناقضات..هي حياتنا.. فلولا وجود عكس المعنى لما كان للمعنى معنى فعلينا أن نؤمن أن لكل مفردة نقيضها ولكل شيء ضد فكل ما ستخطه أنامل يدي هو عبارة عن متناقضات ولأني احببتها أبيت أن لا يكون اسمي إلا ملكة المتناقضات وأبدأ بالأول والآخر الظاهر والباطن الباسط والقابض الرافع والخافض, إنه خالق له مخلوقات خلق السماء والأرض الملائكة والشياطين الجنة والنارالليل والنهار الانسان والحيوان وفي هذا الاخير نجد الأليف والمتوحش, الصياد والفريسة, وفي الإنسان لا يختلف اثنان أن هناك ذكر وأنثى يمثلان الرجل والمرأة ينتقلان من مرحلة الصغر إلى الكبر ومن الشباب الى الشيخوخة, من المهد إلى اللحد وفيهما الطيب والخبيث, الجميل والقبيح, الكريم والبخيل, الصادق والكاذب الرفيع والوضيع يتضارب شهيقهم وزفيرهم بين الأنانية والإيثار الحب والكراهية الإخلاص والخيانة الزواج والطلاق الخير والشر فتجدون أنكم تغوصون معي في عالم الأضداد حيث يوجد القوي والضعيف البدين والنحيل الجبان والشجاع الغني والفقير الرث والجديد الكثير والقليل الطويل والقصير اليسار واليمين الأعلى والأسفل الداخل والخارج الحلم والكابوس الحقيقة والخيال الحق والباطل الظالم والمظلوم الحاكم والمحكوم فيمكن للشيطان أن يتوب ويمكن للماء أن يروب ويمكن للزيت أن يحمل في الثقوب ولا يمكن لأيدي الحكام أن تبرأ من الذنوب فتضاربت اقوالنا بين مذنب وبريء ومجرم وضحية عاقل ومجنون فخذوا الحكمة من أفواه المجانين وإن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب فصمت وكلام شعر ونثر نجد فيهما الحرف والكلمة الاسم والفعل المؤنث والمذكر المفرد والجمع الكسرة والفتحة وسامحيني أيتها الضمة إن غيرت فيك شيئا بسيطا أصبحت سكونا فالساكن والمتحرك مشهوران في الفيزياء كالانشطار والاندماج وأختها الكيمياء التي تفتخر بالحمض والأساس المذيب والمذاب الصلب والسائل فتذكرت أنه لا يجب أن أنسى الرياضيات أم العلوم وعالم الحسابات الذي ينقسم إلى جبر وهندسة بما فيهما البراهين والمسلمات ولا تحتقرالصفر فقد منح لبقية الأرقام شرف الملايين والملاييرأما الاجتماعيات فتاريخ قديم ومعاصر ساده الإشتراكية والراسمالية وجغرافيا برز فيها الشرق والغرب الشمال والجنوب عالم متقدم ومتخلف يسكنهما عرب وغرب يتقاسمان الصحة والمرض الداء والدواء الطعام والماء النوم والاستيقاظ التعب والراحة فيهم الكسول والمجتهد يمران بامتحانات الحياة التي ليس فيها سؤال وجواب بل سقوط ونهوض عسير ويسير سراء وضراء حرب وسلام نتذوق حلاوة الانتصار ونتجرع مرارة الهزيمة فنلتقي بالاصدقاء ونصطدم بالاعداء فنرسم دنيا هدوء أو ضجيج نواجه فيها الرفض والقبول الصعب والسهل سعيا لجمع أوجه الاختلاف والتشابه بين متناقضات كتبها قلمي الذي له ممحاة و الواني التي تنافس فيها الأبيض والأسود فاحدهما يعبر عن النور والآخر عن الظلام لنعرف أن هناك علما وجهلا موت وحياة وأن الوجود خلق من العدم...... بنيت مملكتي على قواعد التأمل والتفكير واعتليت عرش قلبي بعد أن أقسمت لثنايا أوردتي وشراييني أن أصنع من دمي ورودا حمراء تظل تفوح منها كل عطور الطيب والمسك كالياسمين ولو قتلتموه ألف مرة لتعترف حاشيتي أني سيدة الانسانية محوت من منهلي كل معاني العنصرية لأني آمنت بحرية الاديان إسلام أومسيحية فأعطيت عهدا على قلبي أن تمر به دماء زكية تكون حمما بركانية احرق بها كل طاغية وادفئ بها تلك الانسانية المنفية ورعيتي هي كلماتي المتناقضة التي احترمت دموعا تروي عطش الظمآن وتغرق سفن العدو كالطوفان وبذلك أنشدت لكل انسان ...توقف.....لا تكلمني ...ولا تقطع افكاري..فاني غارقة في بحور وانهار....اتركني وابتعد عني...لا تمدحني ولاتغتبني إنما صارحني. ..لا تحزني ولا تفرحني ولكن في مشاعري شاركني .....لا تظلمني ولا ترحمني إنما أنصفني.......لا تصدقني ولا تكذبني ولكن ثق بي... لاتقتلني ولا تنقذني وإنما واجهني ...ايها الكائن اهرب مني....اهرب من شتائي....من ربيعي من صيفي وخريفي....اهرب من الزهرة التي تصنع منها النحلة عسلا والافعى سما ..ايتها الانثى احذري غضبي ..ايها الذكر احذر هدوئي...احذر من مطر يسقيك وخذ مني قطرة ماء تبقيك.....ايها الانسان دعني.....لا تجالسني.....قد اكون شيطانا يرضيك.....او ملاكا يبكيك........لا تحاول فهم وجه نصفه مكشوف......والاخر مستور....توقف ولا تحاول ضم يدك الى يد اخفت جمال وجهها حياء.....و ابدت جمال حنائها رياء...ارحل عن نار تحرقك وطوفان يغرقك.....لا تعشق سحرا يشفيك...لا تسكن في صحراء تسبيك.....توقف وابتعد عني....فقد انفيك ..توقف