في يناير كانون الثاني من عام 2011 ، قيل لنا أن السكان الأصليين قد بدأوا انتفاضة أجتاحت شمال أفريقيا والشرق الأوسط فيما وصف بأنه ربيع العرب , ولم تعترق وسائل الإعلام الغربية إلا قبل أربعة أشهر بدور الولايات المتحدة الأمريكية وراء تلك الاحتجاجات وأن تلك الاحتجاجات قد تكون أي شيء ماعدا انها عفوية أو بدأ بها السكان المحليين في مقال نشرته أبريل 2011 في صحيفة نيويورك تايمز بعنوان ” الولايات المتحدة ساعدت على رعاية مجموعات الثورات العربية “، جاء فيه :
“تلقى عدد من الجماعات والأفراد الضالعين مباشرة في الثورات والإصلاحات التي تجتاح المنطقة ، بما في ذلك حركة شباب 6 أبريل في مصر ، ومركز البحرين لحقوق الإنسان ونشطاء على مستوى القاعدة الشعبية مثل انتصار القاضي ، وهو باليمن ، التدريب والتمويل من جماعات مثل المعهد الجمهوري الدولي ، والمعهد الديمقراطي الوطني وفريدوم هاوس ، وهي منظمات غير ربحية لحقوق الإنسان مقرها في واشنطن تم انشاؤها من قبل الكونغرس وتمولها واشنطن. “
ان الانتفاضات كانت جزءا من حملة جيوسياسية ضخمة ولدت في الغرب والتي نفذت من خلال وكلائها بمساعدة المؤسسات المخادعة والمنظمات غير الحكومية .
و كما سنرى فإن تحضيرات الربيع العربي بدأت تأخذ طابع عالمي حيث باتت الثورات تزحف حاليا إلى كل من روسيا و الصين ,كما كنا توقعنا قبل عدة أشهر في فبراير 2011 في مقال بعنوان ” الشرق الأوسط ثم العالم من بعده عولمة الحرب الخاطفة إعادة تنظيم جيوسياسية الاكبر منذ الحرب العالمية الثانية ” .
وقد بدأت التحضيرات لكل هذه الثورات منذ عدة سنوات عبر حلقات دراسية في كل من واشنطن و نيويورك و مرافق التدريب التي تمولها الولايات المتحدة في صربيا وفي مخيمات تقام في البلدان المجاورة وليست داخل العالم العربي نفسه .
الفترة الزمنية — 2008-2010 إعداد أرض المعركة
3-5 ديسمبر ، 2008 :
نشطاء من الحركة المصرية الشهيرة الآن يـ 6 ابريل كانت في مدينة نيويورك لحضور القمة الافتتاحية لتحالفات الحركات الشبابية(AYM) ، والمعروفة أيضا باسم Movements.org. وهناك ، تلقوا التدريب ، وفرص التواصل والدعم المقدم من AYM و شركات متعددة برعاية حكومة الولايات المتحدة ، بما في ذلك وزارة الخارجية الأميركية نفسها.
في تقرير AYM قمة 2008 (الصفحة 3 من. PDF) تنص على أن وكيل وزارة الخارجية للدبلوماسية العامة والشؤون العامة ، جيمس غلاسمان حضر ، و جاريد كوهين الذي يجلس على سياسة تنظيم الموظفين في مكتب وزير الدولة كما حضر ستة أعضاء من وزارة الخارجية وغيرهم من الموظفين والمستشارين كما حضر القمة إلى جانب ذلك قائمة كبيرة من وسائل الإعلام والشركات ، وممثلي المؤسسات.
بعد فترة وجيزة ، فإن 6 أبريل سافرت إلى صربيا للتدريب لدى منظمة CANVAS المنظمة الغير حكومية التي كانت تعرف سابقا بـ “Otpor” والتي ساعدت على الاطاحة بحكومة صربيا عام 2000 والتي أنشأت ومولت من قبل الولايات المتحدة الامريكية والذي تم تغير مسماها لـ CANVAS بعد أن أدت مهمتها في أسقاط حكومة صربيا ويتم تفعيلها في دور جديد في تدريب و تأهيل النشطاء الذين ستستخدمهم في عملياتها التي تدعمها أمريكا لتغير أنظمة الحكم .
[img][/img]
شعار حركه أوتبور Отпор الصربيه وتعني مقاومه والحركه كانت ضد “سلوبودان ميلوسوفيتش ” وهو معادي لسياسه الولايات المتحده الامريكيه
[img][/img]
شعار حركه كمارا الجورجيه وتعني كفايه والحركه كانت ضد “أدوارد شيفارنادزه” المعادي لسياسه الولايات المتحده الامريكية والتي أتخذت نموذجا للمستقبل يرمز للثورات الملونة المدعومة من الولايات المتحدة
شعار حركه أوبورونا الروسيه وتعني دفاع والحركه ضد فلاديمير بوتن المعادي لسياسة الولايات المتحده الامريكيه
مجلة السياسة الخارجية أشارت في تقرير لها بعنوان الثورة “Revoluton U,” أشارت فيه إلى أن منظمة CANVAS قد ساعدت المتظاهرين في كل من الثورة الوردية في جورجيا و الثورة البرتقالية في أوكرانيا ، وتعمل حاليا مع شبكات من روسيا البيضاء وميانمار (بورما) ، وكذلك تعمل نشطاء من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، وكذلك مع نشطاء من كوريا الشمالية ، و 50 من البلدان الأخرى.
2009 :
في مقال بعنوان ” تصدير الثورة الغير عنيفة من أوربا الشرقية إلى الشرق الأوسط “ والذي نشر على موقع Radio Free Europe/Radio Libery (RFE/RL) الممول أمريكيا جاء فيه أن بوبوفيتش الذي مهندس الثورات الملونة و الذي قام بتدريب النشطاء الذين قادوا الثورة الوردية في جورجيا والثورة البرتقالية في أوكرانيا عبر منظمة Otpor قد قام بتصدير الثورة الغير عنيفة إلى الشرق الأوسط عبر منظمة CANVAS والتي قامت بدور أبعد بكثير من دعم الناشطين المؤيدين للديمقراطية والذين تمكنوا من اسقاط الأنظمة الاستبدادية في كل من مصر وتونس “
وهي اليوم تسعى الى استعمال ورقة العشرية السوداء الجزائرية لاشعال نار الفتنة فيها .