مقهى في المريخ...!!! قصة قصيرة

مقهى في المريخ...!!!
قصة قصيرة

كلانا منهمك في ارتشاف كوبه و لا يدري ماذا يرتشف ، كل ما في الأمر أننا اعتدنا على جلسة حميمية في هذه المقهى ، قال لي صديقي : من الممكن أن تتغير كل الأشياء و يصبح كل بعيد قريبا ، استقطعت حديثه ، يبدو لي أنك تلمح لشيء لم أفهمه ، .....
- صحيح ، هل تعتقد أنّه من الممكن أن يغير الإنسان مكانه ؟
- نعم - بكل بساطة - ...كان جوابي كما فهمت السؤال.
- لا لا لا ليس هذا المقصود ... أعني من الممكن أن يعيش في كوكب غير كوكب الأرض .
- فهمتك الآن ، و لكن ، لم هذا السؤال أيها الفيلسوف ؟
- أنا لا أمزح يا صديقي ...رأيت البارحة حلما جمعت صوره من رواية خيالية أفزعتني ، سيصبح العالم مهددا يوما ما و تنتهي به الحياة ، و على الإنسان أن يفكر في مشروع لإنقاذ نفسه ، و اتضح أنّه من الصعب أن يجد في هذا المكان ما في هذه الأرض ...لكن ليس صعبا عليه في البحث عن حلول كما اجتهد في الأشياء الأخرى و حرص على مصلحته ، سيجد مآرب مختلفة و قد تختفي فيه كثير من الأمور التي اعتادها طبيعية أو مكتسبة ، و الرواية تتوقع ارتحال العالم يوما ما إلى كوكب آخر ، و اتفق العلماء على أن المرشح منها كوكب المريخ ، حيث أثبتت بعض الدراسات شبه ميدانية أن هذا الكوكب الأحمر يصلح أن يكون أرضا أخرى للإنسان و لكن حدود البقاء فيه ليست كما هي في الأرض ،و التعايش على سبيل المثال يقتضيه قانون آخر قد لا تكون فيه السلطة إلا لواحد يرأس الكوكب ، و مهام الرئاسة يمارسها بقوة الأولوية و الأكثرية ساعتها يفقد عامة الناس حتى أولئك الذين كانوا يوما ما على الأرض لهم شبه سلطة يفقدونها نهائيا ، فتحدث كارثة جديدة لنسمها بطالة العالم الآخر على هذا الكوكب ، ربما قد نسميها بطالة السلطة ، و ساعتها يصبح الجميع تحت رحمة البطالة بلا منازع ، سيبحث الجميع عن مكان لهم هنا أو هناك ، و لا يبقى لنا إلا البحث عن أماكن عمومية نملأ فيها الفراغ في صورة انتظار .
-هذا أول ما نفكر فيه نحن هناك و تأكد أنّ أول مكان يجمع شتاتنا في المريخ مقهى .

21/07/2007