الادباء ومايتعرضون اليه من التخلف الحضاري

Abou Wejdeneمنذ 14 دقائق ·
أصدقائي الأعزاء ، ننشر هذا النص كخبر يؤكد ما يتعرض إليه الأدباء والشعراء والفنانين والرسامين من اعتداءات فظيعة من طرف هؤلاء المتخلفين حضاريا .. ونشر هذا الخبر وما فيه من تهديد بالقتل بساطور ليس سابقة مادام قد نشر مثله في الجرائد والمجلات العربية وخاصة التونسية .
ولعلمكم أصدقائي أنّي تقدمت إلى مركز الشرطة بشكاية تمت تصفيتها جسديا .. فمادام الامن لا نجد عنده امنا نرجو أن نجد الأمان عند الإعلاميين والمهتمين بالشأن الثقافي .. والأمان يتمثل في نشر هذا الخبر على نطاق واسع لفضح مثل هذه الممارسات الاجرامية التي هي ليست من اهداف الثورة بل من اهداف مليشيات النهضة التي اطلقوا عليها كذبا وبهتانا اسم : ( رابطات حماية الثورة ) التي كانت تسمى في البداية : ( لجان حماية الثورة ) وكنت أنا رئيس أول لجنة لحماية الثورة بمدينة منزلتميم الكائنة بالشمال الشرقي من القطر التونسي . تحياتي مع فائق الودّ الدائم والسلام

الأستاذ أبو وجدان يتعرض إلى اعتداء مشبوه ؟!

تهجّم بذيء وتهديد واضح :
الأستاذ الصادق شرف (أبو وجدان) الشاعر التونسي المعارض رئيس تحرير الأخِلاّء مجلة المجتمع المدني يتعرض ليلا إلى اعتداء من طرف أحد العناصر المحسوبة على الجماعة المعيّنة بمنزلتميم حيث عمد المسمى : (إدريس) إلى اقتحام مغازة تجارته (قمرق) تعمل به امرأة مع ابنيها : محمد وجمال وتهجّم على الشاعر المعارض الذي كان هناك لضبط الدخل اليومي للمغازة .. تهجّم عليه بكلمات بذيئة واستولى على كيس من الشكلاطة قام بتفريته في الطريق العام وتشتيته مهددا متوعدا بالانتقام من الشاعر بلا سبب .. حيث لا يوجد بينه وبين هذا المعتدي أية خصومة ولا عداوة بل لم يره من قبل بتاتا .
الاستعداد للاعتداء المادي :
خرج المعتدي من المغازة في حالة هستيرية ونزع الفيستة واستعد للاعتداء المادي على الشاعر لو لم يتصدَّ له الشابان اللذان يعملان في المغازة مع أمهما بل وتدخّل أيضًا صاحب البيدزيرية المقابلة للمغازة ضدَّ المعتدي وانتصر المتدخلون جميعا لفائدة الشاعر حتى ركب سيارته الراسية هناك في نهج الشيخ سالم الجندوبي بمنزلتميم وانطلق باتجاه مركز الشرطة حيث سجل تدخلا تحت عدد 47 بتاريخ 21/12/2012 الساعة التاسعة ليلا وعاد إلى محل سكناه في دوامة من الشكوك والتساؤلات عمّن وراء هذا المعتدي ومن يا ترى أرسله لاستهدافه ؟ !
شكاية سبقت هذا الاعتداء :
بيد أنّ الشاعر كان قد تقدم قبل مدّة إلى رئيس محكمة الناحية بمنزلتميم بشكاية تحت عدد 29882 بتاريخ 8 أكتوبر 2011 ( تجدون نسخة منها في الملف ) ضد الذين كتبوا على جدران بيته وباب مستودع سيارته رموزا بحروف فيها معنى التهديد وقد أحيلت الشكاية إلى مركز الشرطة العدلية بمنزلتميم للبحث فيها بتاريخ 12/10/2011 وقد أعلن أبو جدان عن ذلك في لقائه مع جريدة (التونسية) عدد 163 بتاريخ 6 جوان 2012 صفحة (15) ولم يتوقّف استهدافه بل تواصلت التهديدات من طرف بعض المنتمين إلى الدعوة والجهاد وذاك ما جعله يلجأ من جديد إلى مركز الأمن للتدخّل ايضا بتاريخ 10 مارس 2012 تحت عدد 72 .
استدعاؤه للتكريم وسحب البساط من تحته :
حتى إذا أسقطت الثورة التونسية النظام الديكتاتوري وقام على إثره نظام جديد وجد أبو وجدان نفسه معارضا له أيضا وذلك مصداقا لما جاء في كتابه الذي عنوانه : ( نعم .. أنا معارض / أعارض الديكتاتوريهْ / والدولة الدينيهْ ) المنشور بتونس سنة 2008 هذا إلى جانب كونه كان ومازال رئيسا لتحرير الأخلاَّء مجلة المجتمع المدني وهذا الشعار : ( المجتمع المدني ) كان سببا في كل هذه التهديدات إلاّ أنّ ذلك لم يثنه عن اعتناقه والمناداة به في مجلته والدفاع عنه باستمرار في كل كتاباته الشعرية والنثرية وندواته التي حوصرتْ طويلا من ذلك مثلا الندوة التي دعت إليها اللجنة الثقافية المحلية بمنزلتميم إثر صدور كتابه الذي عنوانه : ( هل أنت من عشاق اسرائيلا ؟) سنة 2005 (انظر نص الدعوة ص 138 ـ 139 من كتاب : نقدتني علمتني احتار) وقد منعت الولاية هذه الندوة يومها كما حذفت اسمه ـ من قبل ـ من قائمة المدعوين للتكريم في اليوم الوطني للثقافة سنة 1992 (انظر كتاب : نقدتني علمتني احتار ص 156 ـ 157) وقد سُحب البساط من تحته في حفل التكريم باعتباره معارضا رغم انه لم يعلن معارضته جهرة الا يوم 7/7/2007 عبر شريط مسجّل احيل إلى وزارة الداخلية عن طريق أحد المتقاعدين من ضباط الشرطة وقد تمّ ذلك التسجيل بدار صديقه الدكتور جلول عزونه بمنزلتميم ومن ذلك التاريخ ظل الشاعر التونسي الكبير الذي بلغ يوم 6/12/2012 سن 73 سنة محاصرا ولا وسيلة له لنشر ما يكتب إلاّ خارج الحدود التونسية أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة (الفيسبوك) .
التهديدات عبر الموقع الاجتماعي (الفيسبوك) :
وبدخوله إلى رحاب الفيسبوك كان يعتقد بأنه نجا من محاصرته خارج مواضيعه الجريئة وكتاباته الحارة الحارقة التي عبّر عنها الناقد الأستاذ المولدي الشاوش ( انظر كتابه الذي عنوانه : أبو وجدان شاعر مشجّر بالصراحهْ / متّهم بالوقاحهْ ـ الصادر سنة 2007 تحت عدد 270 ) إلا أنّ التهديدات طالته حتى عبر الموقع الافتراضي إذ وصلته رسائل تهديد بالتصفية ممّا اضطره إلى تكوين ملف يحتوي على نصوص تلك التهديدات التي يقع أصحابها تحت طائلة القانون لما فيها من قذف وتشهير وقلب للحقائق ومغالطات إما عمدا أو جهلا بالتاريخ من طرف هؤلاء الذين لم يعايشوا زمكانية الشاعر المعايش للعهد البورقيبي ثم للعهد البنفسجي وها هو اليوم يعايش العهد الازرق معتقدا أن لا فرق بين الأوجه الثلاثة للمخروط السياسي خاصة بعد أن خاض غمار تجربة حديثة بعد 14 جانفي 2011 كرئيس للجنة حماية الثورة المنتخبة في مارس 2011 ( انظر الوثيقة المؤرخة في 3/3/2011 والمسجلة تحت عدد 20826 ) التي خلاصتها أن لا فرق بين العهود الثلاثة إلا كون العهدين الاولين هما : ( بوكرافاش وكرافاطْ ) أمَّـا العهد الازرق فهو ( بو لحية وزلاّط ) ونظرا لأن الشاعر لا لحية له وهو معروف بكونه من حماة المجتمع المدني لم تطل إقامته في لجنة حماية الثورة حيث واجهه المتخونجون في اجتماع عام بنداء الرحيل للاستيلاء على اللجنة والإنفراد بها كما حدث ذلك في جميع أنحاء الجمهورية بطرق مختلفة منها الملتوية المشبوهة ومنها الصياح : ـ ( ديقاج ) .
الشاعر يشهّر بعشّاق الكراسي :
إذن يحمل هذا الشاعر على كاهله ثلاثا وسبعين سنة منها ما يزيد على الثلاثين سنة كان فيها معارضا خاصة بعد نشره قصيدته الشهيرة التي مطلعها : ( أتحدّى كل عشاق الكراسي / أيهم كرسيه لم يرتكب بعض المآسي ؟ ) سنة 1991 ( انظر ديوانـه : أتحدى العشاق ـ الصادر سنة 1993 ـ ص 25 ) وبذلك أصبح الشاعر مستهدفا من النظام البائدْ / ومستهدفا من النظام السائدْ / حيث كان يعارض الديكتاتوريه ويعارض اليوم الدولة الدينيهْ التي تغرس الآن أعوادها في جميع مفاصل الدولة لارهاب الفنانين والرسامين والممثلين والصحفيين والادباء والشعراء ومن بينهم الشاعر الاستاذ الصادق شرف ( ابو وجدان ) .
المعتدي يطلب السماح من الشاعر وهو يحمل ساطورا ! :
إذن تعرض الشاعر يوم 21/12/2012 ليلا إلى الاعتداء الآثم ( وثقل على السكرة والزطلة ) حتى إذا كان الصباح وأصبح الملك لله الواحد القهار داهم السيد المعدي حفظه اللـه متظاهرا بطلب السماح من الشاعر وهو في سيارته والغريب انه جاء يطلب السماح يحمل ساطورًا كأنما لسان حاله يقول للشاعر : (هيا سامحني ولا تشتكي بي والا ها هو الساطور الذي سيحتفل بك وبمعارضتك للدولة الدينية ) وكأن الشاعر لم يكن بكتاباته من مفجري الثورة وله في ذلك وثيقهْ / تكسر لخليقهْ / وهي كتاب الباحث الشاذلي الساكر ( انظر كتابه وعنوانه : العطش للانفجارْ / في ما أبدع ابو وجدان من أشعارْ ـ الصادر بتونس سنة 2009 تحت عدد 305 ) هذا إلى جانب الكتاب الذي أصدره الصادق شـرف سنة 2011 في جزأين تحت عنوان : ( أبو وجدان قبل سقوط الطاغية ) وكل ما في هذين الجزأين يناهض ظاهرتين معا وهما : الديكتاتوريهْ / والدولة الدينيهْ ( انظر كتابه في جزأيه ) وقد نشرت كل نصوصه في جرائد المعارضة : ( جريدة الموقف وجريدة الطريق الجديد وجريدة مواطنون لا رعايا ) وبذلك أثبت الشاعر أنه يقف صامدا بقلمه في وجه الرجعية والخلافة المرجعية التي ناهضها ويناهضها بلا مواربة ولا نفاق بل إنه كان ومازال : ( شاعرا غير معدل جينيا ) كما قال الدكتور عبد اللطيف عبيد وزير التربية الحالي في مقدمته لكتاب الشاعر الذي عنوانه : ( نعم .. أنا معارض : أعارض الديكتاتوريهْ / والدولة الدينيهْ) الصادر بتونس سنة 2008 أيْ قبل إسقاط الطاغية.
لماذا أدمن الدفاع عن المجتمع المدني ؟ :
أبو وجدان منخرط حتى النخاع وبكل قواه الثقافية والمعرفية والمادية في صلب المجتمع المدني الذي يقول عنه : حتى لو قاتلوني فأنا سأدافع عن المجتمع المدني الذي نحن نصنعه لا ننتظره باتجاه مرتفعات الصحو الحضاري وتونس المنطلق وتونس الغاية .. ولا هدف لي الا مصلحة الوطن المفدّى التي هي فوق كل اعتبار.. وقد أسفر ذلك الاعتداء عليه عن قصيدة عنوانها : ( هذا القتيلْ / يأباه التغسيلْ ) وهذا نصها:
ـــ هذا القتيلْ / يأباهُ التغسيلُ ! ــــ

( سُكرانَ العينيْنِ ) وفي القلبِ جراحٌ في والوجهُ وطيسْ
في الشفتينِ كلامٌ أحلى من جُرم التدليسْ
أقبلَ ساطورا مخمورًا يتلبّسُ قبضتَه إبليسْ
وتوجّه لي وأنا بين جمـال وأخيه جليسْ
وتساءلتُ : ـ تُرى مَنْ هذا ؟ قالوا لي : ـ إدريسْ !
***
إن كان كذلك .. ذلك في ساعةِ حزبه رقّاصْ
ساطورهُ يلمع ما بين رصاصٍ وحديد ورصاصْ
للعورة قـنّاصٌ وأرى للنّكبةِ ألفيْ قنّاصْ !
مَنْ هذا القنّاصُ ؟ أتاني مخصوصًا ؟ أأنا الخاصْ ؟!
أمْ مبعوثا مِمَّنْ بعثوهمْ مِنْ قَبْلُ لابراهيمَ القَصّاصْ ؟
***
بعثـوه إليّ لماذا ؟! كرسول من غير كتابْ ..!
تـتخونجُ نهضتُـنا للحرب وهم قالوا : للمحرابْ
ودساتيرُ المجتمع المدني تُحارِبُ جَيْـشَ الإرهابْ
وعدوّ الإرهاب حبيبتُه الحريةُ وهو الوهّابُ الوهّابْ
يهبُ الشغلَ إلى البطّالِ .. وللزوّالي مفتاحَ البابْ
***
فافتحْ .. وادخلْ تونسَ دارَك يا ابنَ المجتمع المدني
واسكُنْها .. إنْ لم تسكنْها أنتَ ألا بئسَ السَكَنِ !
وسأبقى منتصرًا لكَ أنتَ .. وأنتَ رفيقي يا وطني
وطريقي نحو المجد أنا عبّدتُه بالروح وبالبدنِ ..
بدني للدنيا .. والروحُ إلى الله .. وربِّي أوْرثـني
***
لا دينَ بلا روحٍ .. لا دنيا من غير كفوفٍ وأصَابعْ
لولاها لم تُبْنَ حضاراتٌ منْ مبتكراتٍ ومصانعْ !
منْ مئـذنةٍ كالبدعة أطولُ منْ خمْسِ زوابِعْ !
لا شارعَ إلاَّ وبه خمسُ مطابِعَ في دهليز الجامعْ
تطبعُ فيكَ سياسَتَهَا .. والثوْمُ له أيضًا بعضُ طوابعْ
***
هل طَبَعَ الثومُ جباهًا يصطفّون وراءَك يا ديـلو ؟!
مَنْ صلّى مِنْ غير وضوء لكراسي النهضةِ ( ياحْليلو !!)
تلعنُه التوراةُ .. ويلعنُه القرآنُ .. ويلعنُه الإنجيلو !
قاتله اللَّه .. ويَحسِبُ أنّه حيٌّ لكنه ـ واللهِ ـ قـتـيلو
تأباهُ صلاَةُ الميِّتِ .. تأبى التربةُ دفنَه .. يأباهُ التغسيلُو !!
***
وسِخٌ هذا الأبلهُ والجائعُ للجنسِ .. لنارِ الفرسِ
ما دافعَ عن ديني بل ركبَ الاسلامَ إلى الكرسي
لم يسلمْ منه الصُّحُفيُّ ولا المرأةُ ! لا الشيشةُ ! لا السَّـبسي !
وسخٌ هذا الحزبُ ولكنّه .. يتخفّى خلفَ الصلواتِ الخمسِ
والثورة أسقطتِ الطّاغي .. وستسقطُ أيضاً مُرسي !

منزلتميم