نكاية فيكم.! ♣

نكاية فيكم.! ♣

يكتبها: سعد بوعقبة

في سنة 1976 قرّر المرحوم بومدين إحداث تغييرات على الحكومة، خاصة قطاعات الفلاحة والخارجية التي كان على رأسها أعضاء مجلس الثورة، أي كانوا وزراء أكثـر من الوزراء.
...
وعندما علم المرحوم الطيبي العربي بنوايا بومدين في عزله، قال له قولته المشهورة: ''يا وخي''، جئنا في رحبة ونروحو في رحبة.!

تذكرت هذه المقولة وأنا أتابع ما يشاع من أن الرئيس بوتفليقة يريد تطهير أحزاب التحالف الرئاسي من قادتها الثلاثة، أويحيى وبلخادم وأبوجرة. لكن هؤلاء الثلاثة يقولون لبوتفليقة ما قاله الطيبي العربي لبومدين: جئنا في رحبة ونذهب في رحبة.!

بوتفليقة لم يحضّر حتى الآن من سيخلفه في الرئاسة.. بعضهم يعتبر هذا دلالة على أنه يريد عهدة رابعة.. وبعضهم الآخر يعتبر هذا دليلا على أن بوتفليقة لا يريد توريط نفسه في تعيين خليفة له، لأنه يريد أن يكون مثل عمر بن الخطاب في هذا المجال، لا يورط نفسه في تعيين من يخلفه.. أو ربما لا يفعل ذلك لأنه لا يملك أصلا هذه الصلاحية.. فكل ما يملكه هو أن يحكم حتى يرحل عن الحكم، أما من يخلفه فليس من شأنه، بل هو من شأن أصحاب الشأن الذين هم عادة من يختارون الرئيس.

أحزاب التحالف أيضا تعرف تململا، يطالب أصحابه بالتغيير في قيادة هذه الأحزاب.. لكن قيادة هذه الأحزاب هي أيضا مثل الرئيس بوتفليقة، لا تملك حق تعيين من يخلف هؤلاء الذين يطالب بعض المناضلين برحيلهم من على رأس الأحزاب.. ولهذا، تجرأ بعض أشباه المناضلين في الأفالان وطلبوا من الرئيس بوتفليقة إبعاد بلخادم من الحزب.! كما لوّح بذلك أيضا خصوم أويحيى وخصوم أبوجرة.!

قد يكون بوتفليقة كامل التنسيق مع الذين يملكون الحق الإلهي في تعيين رؤساء الجزائر.. ولهذا أوحى لقواعد هؤلاء الذين عاضدوه في التحالف الرئاسي بالانتفاض ضد رؤساء هذه الأحزاب.. لأنه لا يوجد من بينهم من يستحق أن يخلف بوتفليقة.. وأن الذين يعيّنون الرؤساء عينهم على شخصية أخرى، قد لا تخطر على قلب بشر.!

لكن الأكيد أن البلاد في مأزق حقيقي، ومهما تكن المخارج المبحوث عنها الآن، فإن العودة بالأزمة الرئاسية إلى الربع الأول الذي كان سنة 1999 أصبح لا مفر منه.. حتى ولو أجمع أهل الحل والعقد على الذهاب إلى عهدة رابعة نكاية في الربيع العربي؟!

وقد صدق الزميل لحياني، حيث قال: بأن البلاد انتقلت من مرحلة الحكم بالأزمة إلى مرحلة الحكم بالفساد.. وقد تنضح معالم هذا التغيير بعد .2014